السياحة العلاجية ” كعكة عالمية ” كبيرة تصل عائداتها إلي أكثر من 65 مليار دولار، ورغم أن مصر بها كل مقومات السياحة العلاجية الكاملة إلا أن نصيبها من تلك الكعكة لا يزيد علي 7.%.. ويظل الأمر علي ما هو عليه إمكانيات طبيعية ومكانية وبشرية كبيرة ولكن مهدرة رغم قدرتها علي تحقيق العائد السهل.
ولأن طب الأسنان أصبح له نصيب وافر من التطوير علي كل المستويات سواء كانت وسائل التشخيص أو العلاج فقد بات عنصرا أساسيا للاستفادة منه في السياحة العلاجية خاصة أنه من أهم المجالات التي يأتي لها السائحين من كل دول العالم.. ووهبت التقنيات العلمية الحديثة حلولا اسطورية لمتاعب الأسنان التي تعد الأكثر ألما فشملت التطورات عمليات الزرع والتقويم والتجميل لتغدو أسهل وأسرع مما كانت عليه قبل سنوات، وأصبح في الإمكان أن تبدو الأسنان في أحسن حالتها ربما في غضون ساعات.. ليس هذا فحسب بل أن هذا التطور الذي يواكبه بكفاءة الأخصائيون المصريون يقترن بتكاليف علاجيه أقل من مثيلاتها في العالم لعدم تجاوزها نسبة 30% فقط من الأسعار العالمية.. ورغم كل ذلك ورغم تأثيراتها الفادحة علي صحة كامل الجسم فإن العناية الشخصية بالأسنان في مصر لازالت أقل بكثير من المعدل المقبول.
وحول هذه القضية أكد الدكتور محمد عماد رائد طب الأسنان في مصر وعضو الجمعية الأمريكية لتجميل الأسنان أن السياحة العلاجية تأتي على رأس أهتمامات مصر خلال الفترة الحالية، بهدف جذب فئات جديدة من الأجانب وخلق أنماط جديدة من السياحة بجانب أنماط السياحة التقليدية، مؤكدا أن طب الأسنان أحد المجالات التي يمكن أن تساهم في جذب العرب والأجانب للسياحة العلاجية بمصر حيث تعتبر مصر من أرخص دول العالم في علاج الاسنان وهو ما يعتبر ميزة تنافسية جاذبة يمكنها أن تدعم الاقتصاد المصري بالعملات الأجنبية.
وأوضح عماد أن طب الأسنان في مصر هو الأقل تكلفة عن نظيره في العالم، وهذا أصبح معروفا للجميع وهو ما ينعكس علي تزايد حالات الأجانب الذين يقصدون مصر للعلاج، مشيرا إلي أن هذا يرجع إلي الطبيب المصري رغم كفاءته إلا انه يقبل بهامش ربح لا يتجاوز ثلث نظيره بالخارج، مضيفا أن تلك ميزة تنافسية هامة تدعم فكرته في إطلاق مبادرة قومية قريبة تخص السياحة العلاجية الخاصة بطب الأسنان لتضاهي الحملات التي تبنتها مصر في علاج فيروس c والامراض غير السارية خاصة أن مجال طب الأسنان قادر علي تحقيق وفورات اقتصادية كبيرة للدخل القومي إذا ما تم الترويج جيدا للحملة.
وأوضح أن جميع الأجهزة الحديثة للتشخيص والعلاج بالعالم يتم استخدامها بكفاءة في مصر ويضاف إليها مهارة الطبيب المصري وتدريبه العالي نتيجة التنوع الفريد لحالات الإصابة في مصر لأسباب عديدة لذلك نحن قادرون علي المنافسة بقوة، مشيرا إلي أنه جاري حاليا تجهيز معمل حديث يحتوي أجهزة ألمانية تستخدم لأول مرة في مصر لتطبيق تقنيات إلكترونية ” ديجيتال” تخلو من أي تدخل يدوي فيما يخص زراعة وتركيب الأسنان.
وقال أن العديد من الأمراض العامة تحتم حال الاصابة بها الحذر الخاص في علاج أسنانها منها أمراض القلب والكبد والكلي وذلك لتجنب انتقال اي عدوي بكتيرية من الفم إلي هذه الأعضاء وكذلك اتخاذ ما يلزم لمنع النزيف بالفم إذا ما كانت تلك الأمراض لها علاقة بزيادة سيولة الدم، وكذلك خلال فترة الحمل يتحتم تكثيف إجراءات الوقاية لتأثير الحمل السلبي علي نسبة الكالسيوم بالجسم وهو عنصر حيوي لصحة الأسنان.
وأكد أن من أهم مشكلات علاج الأسنان في الماضي هو طول وقت وتعدد جلسات العلاج والتركيبات مشيرا إلي أنه تم تجنب هذه السلبيات بكفاءة نتيجة استخدام أجهزة تقنية حديثة قلصت فترات العلاج والتركيبات التي كانت تمتد شهور او أسابيع إلي ساعات أو دقائق بنسبة 90% مع عناصر أمان إضافية وتلك كان لها اثرها الملحوظ علي انتظام الرجال علي علاج أسنانهم لما هو معروف عن الرجال عدم اهتمامهم بمتابعة العلاج مقارنة بالنساء الذين تزيد اهتمامتهم بنسبة 70%.
وأعرب رائد طب الأسنان في مصر عن أمله في تبني حملة قومية لصحة الأسنان المصريين يشارك فيها جميع أطباء أسنان مصر من منطلق مسئوليتهم الإجتماعية وللعمل علي قدم وساق مع الحكومة وتوجهات القيادة السياسية في الإهتمام بصحة المواطنين لما لذلك من أثار ضخمة علي معدلات الإنتاج وإختزال نفقات العلاج الباهظة، مشيرا إلي أن الإهتمام بصحة الأسنان يعد إهتماما بصحة كل الجسم لأن أمراض الفم هب بوابة الإصابة بمعظم الامراض.