بعد النجاح الكبير لحملة 100 مليون صحة للكشف عن فيروس سي والأمراض غير السارية، طالب أطباء الأسنان بضرورة تبني حملة قومية لصحة الأسنان يشارك فيها جميع أطباء أسنان مصر من منطلق مسئوليتهم الاجتماعية وللعمل على قدم وساق مع الحكومة وتوجهات القيادة السياسية في الاهتمام بصحة المواطنين
وقال الدكتور محمد عماد رائد طب الأسنان في مصر وعضو الجمعية الأمريكية لتجميل الأسنان، أن تلك الجملة سيكون لها أثار ضخمة على معدلات الإنتاج واختزال نفقات العلاج الباهظة، مشيرا إلى أن الاهتمام بصحة الأسنان يعد اهتماما بصحة كل الجسم لأن أمراض الفم هي بوابة الإصابة بمعظم الأمراض.
وأوضح عماد أن، طب الأسنان في مصر هو الأقل تكلفة عن نظيره في العالم وهذا أصبح معروفا للجميع وهو ما ينعكس على تزايد حالات الأجانب الذين يقصدون مصر للعلاج، مشيرا إلى أن هذا يرجع إلى الطبيب المصري رغم كفاءته إلا انه يقبل بهامش ربح لا يتجاوز ثلث نظيره بالخارج، مضيفا أن تلك ميزة تنافسية هامة دعته لإطلاق مبادرة قومية قريبة تخص السياحة العلاجية الخاصة بطب الأسنان لتضاهي الحملات التي تبنتها مصر في علاج فيروس سي والامراض غير السارية خاصة أن مجال طب الأسنان قادر على تحقيق وفرة اقتصادية كبيرة للدخل القومي إذا ما تم الترويج جيدا للحملة.
وحذر الدكتور محمد عماد، من خطورة الكربوهيدرات المصنعة أو الجاهزة على صحة الأسنان والتي تتسبب في تسوسها وهشاشتها، مشيرا إلى أن هذا العنصر الخطر يتواجد بكثافة في الأطعمة المصنعة وكذلك المغلفة لما تحتويه من مواد حافظة وسكريات صناعية.
وأكد عضو الجمعية الأمريكية لتجميل الأسنان، أن جميع الأجهزة الحديثة للتشخيص والعلاج بالعالم يتم استخدامها بكفاءة في مصر ويضاف إليها مهارة الطبيب المصري وتدريبه العالي نتيجة التنوع الفريد لحالات الإصابة في مصر لأسباب عديدة لذلك نحن قادرون على المنافسة بقوة، مشيرا إلى أنه جاري حاليا تجهيز معمل حديث يحتوي أجهزة ألمانية تستخدم لأول مرة في مصر لتطبيق تقنيات إلكترونية «ديجيتال» تخلو من أي تدخل يدوي فيما يخص زراعة وتركيب الأسنان.
وتابع: العديد من الأمراض العامة تحتم حال الإصابة بها الحذر الخاص في علاج أسنانها منها أمراض القلب والكبد والكلي وذلك لتجنب انتقال أية عدوي بكتيرية من الفم إلى هذه الأعضاء وكذلك اتخاذ ما يلزم لمنع النزيف بالفم إذا ما كانت تلك الأمراض لها علاقة بزيادة سيولة الدم، وكذلك خلال فترة الحمل يتحتم تكثيف إجراءات الوقاية لتأثير الحمل السلبي على نسبة الكالسيوم بالجسم وهو عنصر حيوي لصحة الأسنان.
وأكد عضو الجمعية الأمريكية لتجميل الأسنان، أن قرار خلع الأسنان أو الأضراس هو القرار الأسوأ والأصعب على الإطلاق لذلك لا يجب اتخاذه إلا في حالات يستحيل معها العلاج لتردي الحالة بسبب الإصابة بأمراض معينة وإهمال الوقاية من أثارها مثل مرض السكري وكذلك إهمال إزالة الترسبات الجيرية التي تؤدي إلى تلف شديد في عظام الفك وتأكلها وكذلك العلاج بالكيماوي والإشعاعي قد يؤدي إلى تأكل عظام الفك وقد يستدعي خلع الأسنان إن لم تتخذ الإجراءات الوقائية الخاصة بذلك لتقليل الأثر السلبي المتوقع.
وتابع: أصبح لطب الأسنان نصيب وافر من التطوير على كل المستويات سواء كانت وسائل التشخيص أو العلاج، ووهبت التقنيات العلمية الحديثة حلولا أسطورية لمتاعب الأسنان التي تعد الأكثر ألما، وشملت التطورات عمليات الزرع والتقويم والتجميل لتغدو أسهل وأسرع مما كانت عليه قبل سنوات، وأصبح في الإمكان أن تبدو الأسنان في أحسن حالتها ربما في غضون ساعات، ليس هذا فحسب بل أن هذا التطور الذي يواكبه بكفاءة الأخصائيون المصريون يقترن بتكاليف علاجيه أقل من مثيلاتها في العالم لعدم تجاوزها نسبة 30% فقط من الأسعار العالمية، ورغم كل ذلك ورغم تأثيراتها الفادحة على صحة كامل الجسم فإن العناية الشخصية بالأسنان في مصر لازالت أقل بكثير من المعدل المقبول.